الأمن السيبراني أمر حتمي لتحقيق رحلة تحول رقمي آمنة في تونس

0

آيتي-نيوز (الأمن السيبراني) – على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة إلا أنها في الوقت نفسه أظهرت حقائق عديدة وكشفت عن فرص جديدة غيرت من مجريات حياتنا اليومية في مصر. فبعد ان اجتاح فايروس كوفيد-19 البلاد، قفزت التكنولوجيا لتقود مستقبل تونس والعالم ورسخت أهمية التعاون والانفتاح اقتصادياً وتجارياً بين الدول، وبات التحول الرقمي مساراً إجبارياً لتسريع الجهود الدولية للتصدي للوباء. كما أن التكنولوجيا الرقمية كانت السبب الرئيسي في إعادة ابتكار الكثير من الأعمال والخدمات. إن التوجه نحو الاهتمام بالاقتصاد الرقمي أصبح  أمراً حتمياً إذا ما أردنا أن نطور إمكاناتنا في مختلف الأنشطة الاقتصادية والصناعية والخدمية والتعليمية.

ويجب ألا ننسى دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تونس ” فهي من أهم محركات النمو الاقتصادي، إذ تعمل على توفير الوظائف ودعم الابتكار وتعزيز الصادرات. كما أن لها دور محوري في جلب فوائد الاقتصاد الرقمي بما يتماشى مع تطلعات رؤية تونس الرقمية.  وبمقدور هذه الشركات التكيف سريعاً والعمل بمرونة لتلبية احتياجات البلاد وهي قاعدة أساسية للأفكار الجديدة والتفكير الابتكاري.

ولكن الاقتصاد الرقمي يعتمد بالأساس على الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات والإنترنت في مختلف الاصعدة، مرتكزا بشكل رئيسي  على قوة المعرفة والإبداع والتطور التكنولوجي. ويتسم المجتمع الرقمي بقدرة كل فرد على استحداث المعلومات، والحصول عليها واستخدامها ومشاركتها. ولكن رحلة المعلومات المنقولة بكميتها الهائلة بحاجة إلى أمان  لذلك نستطيع القول بأن الأمن السيبراني هو شريان التحول الرقمي، فبفضله يبقى المجال الرقمي مصدراً للفرص ونستطيع كذلك بفضله العمل بحرية وأمان والتركيز على أعمالنا دون القلق من مخاوف الهجمات التي تعطل وتشوّش أعمالنا وتقدمنا

ففي الأشهر الست الأولى  من عام 2020 قامت تريند مايكرو بحظر ما يقرب من 12.4 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني ، كما اكتشفت الشركة أكثر من 235000 هجوم برمجي ، فيما تم العثور على أكثر من 6.8 مليون تطبيق موبايل خبيث. وأما على الصعيد العالمي فقد حظرت تريند مايكرو 27.8 مليار تهديد إلكتروني في النصف الأول فقط من عام 2020. كل هذه الأرقام والتزايد الكبير في معدل الهجمات يعكس بشكل واضح أن مجرمي الانترنت حولوا استراتيجياتهم لينصب تركيزهم نحو استغلال الاهتمام العالمي بالوباء، واستفادوا من الثغرات الأمنية التي أحدثتها القوة العاملة التي تعمل عن بعد.

فقد أصبحت اليوم الأنظمة المعلوماتية مترابطة ومفتوحة وغنية بالبيانات الصادرة عن بيئات مختلفة مثل النقاط الطرفية، ورسائل البريد الإلكتروني والخوادم وأعباء العمل السحابية والشبكات، وإنترنت الأشياء، وغير ذلك. ويمثل كل اتصال بينيّ وكل نقطة جمع أو تخزين أو معالجة للبيانات بوابة محتملة للهجمات السيبرانية.

لذلك فإن تحسين قدرات المراقبة الأمنية ضرورة مُلحّة من أجل توفير بيئة تشغيلية قادرة على حماية نماذج حركة نقل المعلومات على صعيد الشبكات والبيانات ومسارات الوصول إلى النظام في خضم التغيرات التي يشهدها نظام العمل الجديد، ومن هذا  المنطلق توصي تريند مايكرو بتطبيق عدة إجراءات أمنية لتقليل المخاطر المصاحبة لنظام العمل الجديد:

  • تطبيق تقنيات الحماية متعددة الطبقات والمراحل: قد تبدأ المخاطر من خلال نقطة دخول واحدة فقط في المؤسسة، ثم بعد ذلك تنتقل بشكل أفقي إلى نقطة أخرى، ثم تستقر فيها لمدة أسابيع، إن لم يكن أشهر في كثير من الأحيان. ولذلك قامت تريند مايكرو بحل هذه المشكلة عبر حل “الحماية المتصلة ضد التهديدات – Connected Threat Defense ” والذي يوفر أمن متعدد الطبقات يقوم باستخدام تقنيات الرؤية المركزية والكشف عبر البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات برُمّتها
  • التحديث المستمر لأنظمة الحماية والأجهزة المستخدمة من قبل الأفراد والمؤسسات: من الضروري العمل تحت  بيئة معلوماتية آمنة، إذ يجب على المؤسسات وضع الأوامر والقوانين التي تضمن الممارسات الصحيحة للأمن السيبراني مثل التحديث الدوري للأجهزة المستخدمة
  • استخدام تقنيات أمنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير التحليل المستمر للتهديدات السيبرانية: يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التغلب على التهديدات الجديدة التي قد تكون غير مكشوفة، وكذلك مراقبة بيانات الشبكة وحماية جميع النقاط الحساسة
  • تأمين أجهزة الراوتر: تعتبر أجهزة الراوتر بوابة للحصول على جميع البيانات والمعلومات الخاصة بمؤسستك، ولا يكون ذلك إلا بتبني تقنيات حماية متطورة تمتلك ميزات الكشف والاستجابة التلقائية تعمل على التصدي للتهديدات المتطورة والمتنامية مثل البرمجيات غير الملفية وفيروسات الفدية

إضافة إلى ذلك نوصي بشدة على رفع الوعي العام بالجريمة السيبرانية بين جميع العاملين بالمؤسسات الخاصة والعامة، ونحث جميع المؤسسات الأمنية وغير الأمنية على التعاون لترسيخ أسس الأمن السيبراني بين أفراد المجتمع، لأن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة بين الجميع. ونود أن نتقدم بالشكر والامتنان لجميع الشركات التي أخذت بعاتقها  رفع مستوى الوعي بالممارسات الأمنية السليمة. ونحن بدورنا في تريند مايكرو سنواصل مهمتنا ودعمنا للشباب الواعد بتونس  في مجال الأمن السيبراني عبر عقد العديد من المبادرات التي تُعنى بصقل المهارات والقدرات الدفاعية بما يضمن لهم أخذ مكانهم الريادي لحماية بيانات تونس الرقمية في المستقبل.