آيتي نيوز (هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تونس) – نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تونس مائدة مستديرة حول الحلول التكنولوجية للتصدي للعنف ضد المرأة، بما في ذلك العنف عبر الإنترنت، وذلك بالتعاون مع نوكيا و ممثلين عن الحكومة التونسية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وسفارة فنلندا. وتواصل هذه المائدة المستديرة العمل الذي بدأ في عام 2021 من خلال شراكة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة وفنلندا، والتي جمعت جميع الأطراف الفاعلة على المستوى الوطني لوضع مجموعة شاملة من التوصيات، بما في ذلك للقطاع الخاص، لمعالجة العنف ضد المرأة.
تعمل هذه الطاولة المستديرة على ربط التقدم المحرز في تونس بالشراكات العالمية بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا التي تهدف إلى زيادة مشاركة المرأة وقيادتها في مجال الإنترنت. تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا معًا على الاستفادة من الحلول الرقمية لتمكين المرأة وتعزيز قدرتها على التوظيف وتعزيز المساواة بين الجنسين. ركزت المناقشة على تسخير تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التخاطبي (AI) والتعلم الآلي (ML) وتطبيقات الويب التقدمية (PWA) والدعم المتكامل القائم على الدردشة والنصوص للتصدي للعنف ضد المرأة، مع التركيز على العنف عبر الإنترنت. كما سلطت الضوء على أهمية الاستناد في هذه التدخلات إلى بيانات ومعلومات موثوقة من مقدمي الخدمات، بما في ذلك المجتمع المدني، وضمان إدراج النساء اللاتي لا يمكنهن الوصول إلى الإنترنت في الحلول التقنية.
كما أتاحت الطاولة المستديرة فرصة للشركاء المعنيين لعرض الحلول المبتكرة ومناقشتها، بالإضافة إلى تلقي الملاحظات والاتفاق على الخطوات التالية لتطبيق هذه الحلول في تونس. تتوافق مثل هذه الجهود التي يبذلها مختلف الأطراف المعنية مع ”ميثاق المستقبل“ الذي اعتمده عدد من القادة الدوليين في الأمم المتحدة في 23 سبتمبر، ومع “الميثاق الرقمي العالمي” الذي يدعو جميع الأطراف لضمان أن يكون العالم الرقمي آمنًا ويمكن الوصول إليه من قبل الجميع.
مكافحة العنف عبر الإنترنت
أحرزت تونس تقدماً كبيراً في التصدي للعنف ضد المرأة، خاصةً مع اعتماد قانون 58 لسنة 2017 الذي يعد علامة فارقة في مكافحة جميع أشكال العنف ضد المرأة. وعلى الرغم من هذا الإنجاز، يكشف أحد أبحاث هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن حوالي 19% من النساء في تونس تعرضن للعنف عبر الإنترنت، مع 41% منهن أبلغن عن تعرضهن للعنف عدة مرات. تسلط المائدة المستديرة الضوء على أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية: إذ يتطلب الأمر أن تعمل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص معًا لإنهاء جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات.
صرحت فلورنس باست، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تونس وليبيا، أن “الشراكة المبتكرة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ونوكيا تجلب قوة التكنولوجيا والتزام القطاع الخاص لمواجهة العنف ضد المرأة بطريقة مبتكرة”.
وأعرب سعادة السفير تيمو سيبونين، سفير فنلندا في تونس وليبيا، عن فخره برؤية الشركات التكنولوجية الفنلندية في طليعة تطوير حلول ذكاء اصطناعي أخلاقية جديدة لتعزيز المساواة بين الجنسين ووضع حد للعنف ضد المرأة.
وأكد كريم دريدي، مدير شركة نوكيا في تونس: “نحن سعداء بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تونس كجزء من شراكتنا العالمية لتمكين النساء واستغلال قوة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحسين الحياة وتعزيز المساواة بين الجنسين”.