آيتي-نيوز (المراقبة الإلكترونية) – أعلن وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، يوم الخميس 7 سبتمبر 2017، رسميا، عن إنطلاق إنجاز مشروع منظومة المراقبة الإلكترونية على الحدود الجنوبية الشرقية بين منطقتي “لرزط” و”برج الخضراء” (ولاية تطاوين)، والذي تعهد الجانبان الألماني والأمريكي بتمويله وتنفيذه.
وأكد الحرشاني خلال ندوة صحفية انعقدت بالعاصمة، دعم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الفيدرالية لتونس في انتقالها الديمقراطي، وحرصهما على دفع التعاون في المجال التنموي، إضافة إلى مساهمتهما في تطوير القدرات العملياتية للقوات التونسية المسلحة بتوفير المعدات وتكثيف التكوين والتدريب وتبادل الخبرات والتنسيق في مجال الإستعلام في إطار مكافحة الإرهاب.
وقال:”إن تونس تواجه مخاطر وتهديدات غير تقليدية بحكم الوضع الأمني في ليبيا وتداعياته الخطيرة على المنطقة المغاربية والمتوسطية والمنطقة العربية عموما، وبقدر تعويلها على وسائلها وإمكانياتها الخاصة في مواجهة المخاطر والتهديدات فهى تعوّل أيضا على التعاون مع البلدان الصديقة نظرا لأن الإرهاب يمثل تهديدا لكل الدول مهما كانت قوتها“.
وأوضح أنّ مشروع منظومة المراقبة الإلكترونية يمثل تجسيما حقيقيا للتعاون، مبينا أنّ الجانب الأمريكي عمل في مرحلة أولى على المساعدة في إنجاز الجزء الأول من هذا المشروع الذي يمتد من “رأس الجدير” إلى “الذهيبة” (انطلق انجازه منذ فيفرى 2017)، في حين تعهد الجانب الألماني بإنجاز الجزء الثاني الممتد من “لرزط ” إلى “برج الخضراء”.
وفي هذا الصدد عبّر الوزير عن ارتياحه للتنسيق الثلاثي التونسي الأمريكي الألماني لإنجاز الجزء الثانى من المشروع، مشيرا الى أن كافة الجهود مبذولة للعمل على تذليل الصعوبات حتى يجهز هذا المشروع الذى تبلغ كلفته الجملية 200 مليون دولار في الثلاثي الثاني من سنة 2018.
كما لفت إلى انّ وجود عسكريين أمريكيين لا يعني وجود قاعدة أمريكية ، موضحا انّ حماية الحدود تتطلب تقنيات عالية على غرار الطائرات دون طيار وتستوجب وجود عسكريين من بلدان أخرى كأمريكا وألمانيا وغيرهما لتقديم المعرفة والتكوين، وفق تعبيره.
من جانبه قال السفير الألماني أندرياس رينكي “إن ألمانيا الفيدارالية تعمل على مساعدة القوات المسلحة التونسية في مجال مراقبة ناجعة للحدود من التهديدات الإرهابية والتهريب“، موضحا أنّ الدعم المالي الذي قدمه الجانب الألماني لهذا المشروع هو في حدود 16 مليون اورو.
وعبر عن فخره بهذا التعاون الثلاثي لإنجاز مشروع منظومة المراقبة الالكترونية على الحدود ، واعتبر إياه نتيجة لتعاون دولي تطور عبر آليات تنسيق تم إرساؤها منذ سنة 2015 بين مجموعة الدول السبعة ودول أخرى، معربا عن أمله في أن يكون هذا المشروع نموذجا لمشاريع مستقبلية في إطار تعاون متعدد الأطراف.
وأكد السفير اهتمام ألمانيا بمساعدة تونس وتحقيق استقرارها باعتبارها شريكا مهما من جهة، وقادرة على حماية مواطنيها وتوفير الأمن اللازم لتعزيز ديمقراطيتها وتنمية اقتصادها من جهة أخرى.
أما السفير الأمريكي دانيال روبنستين فقد أكد الالتزام المشترك على مساعدة تونس على تأمين حدودها وحماية شعبها والحفاظ على الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، مبينا أن هذا المشروع يهدف إلى تمكين تونس من مواصلة تعزيز قدراتها على رصد التهديدات المحدقة بحدودها والتصدي لها، موضحا أنّ أشغال جزء المشروع الذى تموله الولايات المتحدة الأمريكية انطلقت خلال شهر فيفري الماضي ولا تزال متواصلة.
وقال:”إن الجهد المشترك بين تونس وألمانيا وأمريكا يبرهن على بالغ تأثير التعاون الدولي والاستخدام الفعال للموارد لمواجهة التحديات المشتركة، ويجسد التزام أمريكا بالعمل مع تونس وشركائها في جميع أنحاء العالم لدعم الديمقراطية والأمن في تونس“.
كما لفت إلى التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع تونس وألمانيا وحلفاء آخرين لضمان أمن تونس وازدهارها على المدى الطويل ومساعدة جهودها لزيادة فرص التعليم المتاحة للشباب وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي تعود بقدرة تنافسية أكبر وترفع من نسق التجارة مع بقية بلدان العالم، حسب تعبيره.